الدولة البيزنطية هي الاسم الذي يطلقه المؤرخون على الإمبراطورية الرومانية الشرقية التي استمرت من القرن الرابع إلى القرن الخامس عشر الميلادي.
![]() |
الإمبراطورية البيزنطية من البداية للسقوط |
كانت الدولة البيزنطية قوة سياسية وعسكرية وثقافية ودينية في العالم القديم والوسيط ولها تأثير كبير على التاريخ والحضارة الأوروبية والإسلامية والأرثوذكسية.
كيف نشأت الدولة البيزنطية ومن هم أبرز الحكام اللذين تداولو على حكمها :
نشأت الدولة البيزنطية نتيجة انقسام الإمبراطورية الرومانية في عام 395 م بين الشرق والغرب واستمرت في الشرق لأكثر من ألف سنة حتى سقطت بيد الدولة العثمانية في عام 1453 م.
من الحكام البيزنطيين الذين تداولوا على حكمها نذكر بعضهم:
- قسطنطين الأول (حكم 306-337 م) الذي نقل العاصمة إلى القسطنطينية وأعلن المسيحية دين رسمي للإمبراطورية.
- جستنيان الأول (حكم 527-565 م) الذي وسع حدود الإمبراطورية وأصدر مجموعة القانون المدني وبنى كنيسة آيا صوفيا.
- هرقل (حكم 610-641 م) الذي أعاد تنظيم الجيش والإدارة وغير اللغة الرسمية من اللاتينية إلى اليونانية.
- باسيل الثاني (حكم 976-1025 م) الذي انتصر على البلغار والفاطميين والروس وألقب بالقاتل البلغاري.
- ألكسيوس الأول كومنينوس (حكم1081 -1118 م) الذي واجه الغزو السلجوقي وطلب المساعدة من الصليبيين.
- ميخائيل الثامن باليولوجوس (حكم 1259-1282 م) الذي استعاد القسطنطينية من الصليبيين اللاتين وأعاد توحيد الإمبراطورية.
- قسطنطين الحادي عشر (حكم 1449-1453 م) الذي كان آخر حاكم بيزنطي وقاوم الحصار العثماني وقتل في المعركة.
الدولة البيزنطية حققت العديد من الانجازات في مختلف المجالات مثل:
- القانون:
أصدر الإمبراطور جستنيان الأول مجموعة القانون المدني وهي مجموعة من القوانين والتشريعات التي تنظم الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في الإمبراطورية.
وقد أثرت هذه المجموعة على تطور القانون الروماني والقانون الكنسي والقانون الأوروبي الحديث.
- العمارة:
بنت الدولة البيزنطية العديد من المباني والآثار الفنية والدينية وأبرزها كنيسة آيا صوفيا وهي رمز للفن والهندسة البيزنطية.
وقد تميزت العمارة البيزنطية بالقباب الضخمة والفسيفساء الزاهية والأعمدة الرخامية والأيقونات المقدسة.
- الفن:
ازدهر الفن البيزنطي في مجالات مثل الرسم والنحت والنسيج والمجوهرات والخزف والزجاج.
وقد تأثر الفن البيزنطي بالفن الروماني واليوناني والشرقي و أثر بدوره على الفن الإسلامي والفن الرومانيسكي والفن القوطي.
وكان الفن البيزنطي يعبر عن الإيمان المسيحي والمجد الإمبراطوري والثقافة الحضرية.
- العلوم والتعليم:
- حافظت الدولة البيزنطية على التراث العلمي والأدبي للحضارة اليونانية والرومانية ونقلته إلى العالم الإسلامي وأوروبا.
وقد أنشأت الدولة البيزنطية مدارس ومكتبات وأكاديميات لتعليم اللغة والفلسفة والرياضيات والطب والفلك والموسيقى وغيرها من العلوم.
-ومن بين العلماء البيزنطيين المشهورين يوحنا الفيلوبونوس وميخائيل بسيليوس وليون الحكيم.
-سقوط الدولة البيزنطية:
-سقطت الدولة البيزنطية بعد أن تعرضت للضعف والانهيار بسبب الحروب والغزوات والانشقاقات والأزمات الاقتصادية والاجتماعية والدينية.
ومن أبرز العوامل التي أدت إلى سقوطها:
- الهجمات العربية والتركية والبلغارية والصليبية و الدولة العثمانية التي انتزعت منها معظم أراضيها في آسيا وأفريقيا وأوروبا.
- الانقسام الكنسي بين الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية والكنيسة الكاثوليكية الغربية، الذي أثار الصراعات والخلافات بين البيزنطيين وحلفائهم الأوروبيين.
- الفساد والظلم والاستبداد والتآمر والاغتيالات، التي أضعفت السلطة الإمبراطورية وزعزعت الاستقرار السياسي والأمني.
- الجوائح والمجاعات والزلازل والحرائق التي خلفت الدمار والخسائر والفقر والموت بين السكان.
وصلت الدولة البيزنطية إلى ذروة الضعف في القرن الخامس عشر عندما تقلصت إلى مدينة القسطنطينية وبعض المناطق المحيطة بها. وفي عام 1453 م شن السلطان العثماني محمد الفاتح حصارا على القسطنطينية واستمر لنحو شهرين حتى سقطت المدينة في يوم 29 مايو من نفس العام وقتل الإمبراطور البيزنطي الأخير قسطنطين الحادي عشر في المعركة وانتهت بذلك الدولة البيزنطية بعد أكثر من ألف عام من الوجود.
إرسال تعليق